أو قرية يوجد بحمد الله من يحفظ هذه السورة، بل من يحفظ القرآن كله، فنحن في عصر انتشر فيه التعليم، حتى في الهجر والبوادي، ويوجد حفظة القرآن من الرجال والنساء، على اختلاف أعمارهم، ويوجد بحمد الله من أئمة المساجد والمدرسين وغيرهم ممن تتوفر فيه التقوى والصلاح، لأنه كما سبق أن التأثر والتأثير بكلام الله ينبغي أن تتوفر فيه شرطان:

الأول: من جهة العليل - أن - المريض، وهو صدق القصد.

الثاني: من جهة المداوي - أي الراقي- وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل.

وإذا كان في كل قرية ومدينة يوجد من يحفظ فاتحة الكتاب والمعوذات، والدعاء المأثور عن الرسول في الرقية، وهو ما سيأتي ذكره - فهل يلزم أن تفتح عيادات في البلد الفلاني أو المدينة الفلانية فيهرع إليها الناس من مسافات بعيدة - باسم الرقية الشرعية.

إن من يزور تلك العيادات، ويرى تلك الأعداد من الرجال والنساء، وطالبي الأرزاق حول العيادات، يتنافسون بتقديم بيع المواعين والزيوت، يرثى لحالة هؤلاء العوام وأشباههم، لتعلقهم بهذا الشخص وإنه لا يرقي أو لا يشقى أحد بالرقية، إلا برقيته.

وقد تبين من إفادة المنصفين من هؤلاء الذين انتحلوا هذه المهنة، ومارسوها فترة طويلة، أن أكثر المريدين لهذه العيادات ليس عندهم إلا أوهام وأمراض نفسية، وتلك الأوهام ناتجة عن ضعف الإيمان والتوكل على الله.

قلت: وقد زادتهم هذه العيادات المفتوحة، وما أشيع لها من دعايات وهنا على وهن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015