الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فقد وعدنا في البحث الماضي، أننا سنورد بقية الأحاديث الواردة في الرقية الشرعية، ومن أي شيء تكون الرقى، وكيفية رقية رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي علمها لأصحابه، أو أقرهم عليها ثم نتبع ذلك بما أحدثه الناس في الآونة الأخيرة، وما أضافوه من صفات وكيفيات، ودعايات، وما أحدثته تلك الأمور على العامة من الناس، إذ لم يعرف عن سلف هذه الأمة أن عالما فتح عيادة باسم الرقية، وتفرغ لها ونسج حولها ما يعمله بعض الناس في هذه الأيام، بحيث أصبح كثير من العوام يرحلون من بلد إلى بلد لقصد هذا الرجل الذي يرقى من المس أو العين أو غير ذلك.
وسنعرف أن الرقية الشرعية التي ثبتت عن رسول الله صلى اله عليه وسلم يوجد من يتقنها وقد يتوفر فيه الشرط الذي سبق ذكره - وهو التقوى والتوكل على الله، في كل مكان - ولا حاجة بالمصاب أن يسافر مئات الكيلوات بل فوق الألف الكيلو. ولكن نتابع ما أشرنا إليه وهو إيراد الأحاديث النبوية الواردة في الرقية وكيفيتها
- وقد آثرت - أن أجعل الأصل في هذه الأحاديث ما رواه البخاري.
فقد سبق ذكر الحديث الذي رواه البخاري في كتاب الطب تحت عنوان "باب الرقى بالقرآن والمعوذات".
ولما كانت المعوذات من القرآن، إذ المقصود بها سورة الإخلاص وسورة الفلق