ش ــــ هذا دليل آخر على وجوب العمل بخبر الواحد.

وتقريره: تواتر أنه ـــــ صلى الله عليه وسلم ـــــ كان ينفذ آحاد الصحابة إلى القبائل لتبليغ الرسالة [108/أ] والأحكام، فلو لم يجب العمل بخبر الواحد ما أفاد البعث.

وقد استدل ـــــ أيضاً ـــــ على وجوب العمل بخبر الواحد بآيات:

منها قوله ـــــ تعالى ـــــ: {فَلَولَانَفَرَمِنكُلِّفِرقَةمِّنهُمطَائِفَةلِّيَتَفَقَّهُوافِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَومَهُمإِذَارَجَعُواإِلَيهِملَعَلَّهُميَحذَرُونَ (122)}.

ووجه التمسك بها أن الله ـــــ تعالى ـــــ أوجب الحذر بإخْبَارٍ مخوف يحصل من واحد، أو اثنين، ولولا أن خبر الواحد يوجب العمل، لما وجب الحذر به؛ وذلك لأن الفرقة ثلاثة، فتكون الطائفة واحداً أو اثنين، ولعل للترجي وهو على الله محال، فيحمل على الوجوب، لاشتراكهما في الطلب.

ومنها قوله ـــــ تعالى ـــــ: {إِنَّ الَّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى} إلى قوله: {أُوْلَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللَّهُ}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015