وأن عائشة ـــــ رضي الله عنها ـــــ أنكرت خبر ابن عمر ـــــ رضي الله عنهما ـــــ أن الميت ليعذب ببكاء أهله.

وأجاب: بأنهم إنما أنكروا عند الارتياب.

وتحقيقه: أنه ثبت منهم العمل، وثبت منهم الإنكار، فلا بد من التوفيق فيحمل الإنكار على الارتياب في الراوي، والعمل على غيره.

وفيه نظر؛ لأن الكلام في العدل، والارتياب في عدالة الصحابة زيغ نعوذ بالله منه.

وقالوا ـــــ أيضاً ـــــ: لعل الأخبار التي عملوا بها أخبار مخصوصة تلقوها بالقبول وذلك لا يستلزم وجوب العمل بخبر الواحد العدل مطلقاً.

وأجاب: بأنا نقطع أن الصحابة ـــــ رضي الله عنهم ـــــ عملوا لأجل ظهور تلك الأخبار صادقة، لا لخصوص تلك الأخبار، فحيث يظهر الصدق وجب العمل به.

وفيه نظر؛ لأنه دعوى قطع بلا قاطع.

ص ــــ وأيضاً: التواتر أنه كان ينفذ الآحاد إلى النواحي لتبليغ الأحكام واستدل بظواهر.

مثل: {فلولا نفر من} إلى قوله: {لعلهم يحذرون}.

{إن الذين يكتمون}، {إن جاءكم فاسق}.

وفيه بعد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015