عبد العزيز رحمه الله تعالى, وهذا لا يخفى على من له أدنى علم ومعرفة, وقد قال الله تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} فأضاف تبارك وتعالى الفتح إلى نفسه ولم يضفه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أنه قد باشر أسباب الفتح ويسر الله ذلك على يديه وجعله بداية لدخول الناس في دين الله أفواجاً حتى استوسقت الجزيرة العربية إيماناً وتوحدت تحت راية الإسلام قبل موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ولم ينقل عن أحد من الصحابة ولا من بعدهم من أهل العلم أنهم أضافوا توحيد الجزيرة العربية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلمهم أن الذي وحدها هو الله تعالى فيضاف توحيدها إليه لا إلى الذي قد باشر الأسباب في توحيدها وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم - , وهكذا يقال فيما يسره الله تعالى من توحيد الجزيرة العربية في زماننا على يدي الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى فيضاف توحيدها إلى الله تعالى وتضاف مباشرة الأسباب في توحيدها إلى الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى وكفى بهذا شرفاً له وفخراً.
وما حصل لأهل الجزيرة العربية بعد توحيدها من الائتلاف والأمن الشامل والطمأنينة ورغد العيش فكله من فضل الله ونعمته وقد قال الله تعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين, وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم} وقال تعالى: {وما بكم من نعمة فمن الله} وقال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} وفي هذه الآيات دليل على أنه تجب إضافة النعم إلى المنعم المتفضل بها على عباده وهو الله وحده لا شريك له, فينبغي للمؤمنين أن يكثروا من حمدا الله وشكره والثناء عليه على ما يسره من توحيد الجزيرة العربية بعد