التفرق والاختلاف بين أهلها, وما منّ به عليهم من الائتلاف والأمن الشامل والطمأنينة ورغد العيش, وينبغي أيضاً أن يكثروا من الدعاء بالرحمة والمغفرة للملك الذي جعله الله سبباً في حصول هذه النعم العظيمة.

الوجه العاشر أن يقال: إن الكاتب قد اقتصر على ذكر اليسير من مآثر الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى وهو السعي في توحيد الجزيرة العربية وإزالة ما كان بين أهلها من النزاع والقتال والنهب والسلب والأحقاد والثارات حتى يسر الله ذلك له وأتمه على يديه, ولا شك أن هذه أعمال جليلة ينبغي أن يشكر الساعي فيها, وقد أعرض الكاتب عن ذكر المآثر التي لها علاقة بالدين فلم يذكر منها شيئاً. وهي مآثر هامة جداً, فمنها هدم القباب والأبنية التي كانت على بعض القبور في الحرمين الشريفين وفي غير ذلك من بلاد الحجاز وما يليه من اليمن. وقطع الأشجار التي قد افتتن بها بعض الجهال وإزالة ما كان يفعل عندها وعند بعض القبور والأحجار من الشرك ووسائل الشرك, ومنها إزالة البدع التي كانت تفعل في الحرمين الشريفين وفي غيرهما من البلاد المجاورة لهما. ومن أعظمها شراً بدع الصوفية وما يكون منهم من التلاعب بذكر الله تعالى واتخاذه هزواً وسخرية, ومنها بدعة الاحتفال بالمولد النبوي واتخاذه عيداً ومنها بدعة الاحتفال بالمآتم وإقامة الولائم فيها, ومنها تفرق المصلين في صلاة الجماعة على أربعة أئمة, كل أهل مذهب لهم إمام منهم, إلى غير ذلك من البدع التي قد يسر الله إزالتها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى. ومما يسر الله تعالى على يديه أيضاً إزالة المنكرات الظاهرة والحث على المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة وإبطال الضرائب التي كانت تؤخذ من الحجاج وإقامة الحدود على الوجه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015