من تأويل الآية على غير تأويلها. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار» رواه الإمام أحمد والترمذي وابن جرير والبغوي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح, وفي رواية له, «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» قال الترمذي هذا حديث حسن, قال: وهكذا روي عن بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم أنهم شددوا في هذا في أن يفسر القرآن بغير علم انتهى.
وإذا علم هذا فقد ذكر المفسرون أن الآية من سورة الأعراف نزلت رداً على المشركين الذين يحرمون لبس الثياب في الطواف ويحرمون اللحم والدس في أيام الحج ويحرمون البحائر والسوائب والوصائل والحوامي. قال ابن عباس رضي الله عنهما: «كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون فأنزل الله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده} فأمروا بالثياب» رواه الطبراني.
فليتأمل الكاتب ما جاء من الوعيد الشديد على القول في القرآن بغير علم, وليتأمل أيضاً ما قاله المفسرون في المراد بالآية الكريمة, ولا يأمن أن يكون له نصيب مما ذم الله به الذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
الوجه التاسع أن يقال: إن الكاتب قد أطلق القول بأن الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى هو الذي وَحَّد البلاد العربية. وهذا الإطلاق خطأ كبير لأن الذي وَحَّد البلاد العربية على الحقيقة هو الله وحده لا شريك له, وقد يسر تبارك وتعالى أسباب توحيدها على يدي الملك