إساءة إلى الله بدعة فإن التعبير بهذا اللفظ عن هذا المعنى بدعة والألفاظ التي يُعَبَّر بها عن صفات الله يُتَحَرَّى بها الاتباع دون الابتداع لا سيما في مقام المناجاة والدعاء.
والمفهوم من هذا اللفظ أن العبدَ يُحسن إلى الله بالطاعة وهذا باطل فإنما يحسن إلى نفسه والله هو المنعم عليه بذلك والله سبحانه غني عن غيره من كل وجه ولو لم يكن رضاه متضمِّنًا لِنَفْع الفاعل فكيف إذا كان رضاه للعباد بالشكر يتضمن النفعَ لهم بذلك.
وكذلك المعصية وإن كان يبغضها ويكرهها ويمقت فاعلها فإنه لا يقال هي إساءة إلى الله أما على مذهب أهل السنة المثبتين للقَدَر فإنه هو الذي خلقها لحكمة في ذلك على قول من يثبت الحكمة أو لمحضِ المشيئة على قول من لا يُعَاِّل أفعاله وأحكامه.
وإذا كان هو الخالق لها مع قدرته على أن لا يخلقها لم يَجُز أن يقال إن غيرَه أساء إليه بها لوجهين:
أحدهما أن الخلقَ عاجزون عن ذلك كما قال تعالى يا عبادي إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضُرِّي فتضروني.
والثاني أنه إذا كان هو الخالق لها بمشيئته وقدرته لحكمة يحبها أو لمحض مشيئته امتنع أن تكون ضارةً له لأن الغنيَّ عن كل شيء القادرَ على كل شيء العالمَ بكل شيء يمتنعُ أن يضره ما يفعله بقدرته ومشيئته فإن المخلوقَ العالمَ بما يضره الغنيَّ عنه القادرَ على تركه لا يفعله فكيف بأعلم العالِمِين وأقْدِر القادِرِين وأحْكَم الحاكِمِين