فيَّ.
فهذا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه سؤاله لله وأَمَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يدعو هو أيضًا ويتوسَّل إلى الله بسؤال الرسول ولهذا أمره أن يقول في الدعاء اللهم فشفِّعْه فيَّ قال ذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له وأمرَه هو أن يسأل الله قبول شفاعة الرسول فيه وكذلك حديث الأعرابي وسؤاله الغَيْث وإزالته وهو في الصحيحين.
ومن قال إن العبدَ قد يستغني عن سؤال الله ودعائه فهو بمنزلة من قال إنه يستغني عن عبادة الله وطاعته بل سؤال الخلق لربهم أكثر من عبادتهم فإنه يسأله المؤمن والكافر ولا يعبده إلا المؤمن قال الله تعالى يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) [الرحمن 29] وقال تعالى وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا (67) [الإسراء 67] .
وإن قيل المراد بذلك يُلْهمه عبادتَه وطاعتَه فيغنيه عن سؤاله.
قيل سؤاله ودعاؤه الواجب والمستحب من أكبر عبادات العبد وطاعته فكأنه قال لا تجعلني أعبدك بسؤالك والتضرع إليك.