يتوسلون في حياته بدعائه وسؤاله وتوسلوا بعده بدعاء العباس وسؤاله لقربه منه وكذلك معاوية استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي وقال اللهم إنا نستسقي إليك بخيارنا بيزيد يا يزيد ارفع يديك إلى الله فرفع يديه يدعو ويدعون.
ولهذا قال العلماء يستحب الاستسقاء بأهل الصلاح والدين والأَوْلَى أن يكون من أقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُتوسَّل إلى الله بدعائهم ولو كان التوسُّل بذات النبي صلى الله عليه وسلم والإقْسام به على الله مشروعًا لكان التوسل بذاته والإقسام به على الله حيًّا وميتًا أولى من العباس ويزيد بن الأسود وغيرهما لأن ذاته أفضل من ذواتهم والإقسام به على الله إن كان القَسَم بالمخلوق مشروعًا أولى من الإقسام بهم بخلاف ما إذا كان التوسل بدعاء الشخص وسؤاله فإنه يتعذَّر بموت النبي صلى الله عليه وسلم كما يتعذّر الائتمامُ به في الصلاة والجهاد معه.
ومن هذا الباب الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وغيرهما عن عثمان بن حُنَيف أنَّ أعمى أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادعُ اللَّهَ أن يَرُدَّ عليَّ بصري فأمره أن يتوضَّأ ويصلي ركعتين ويقول اللهمَّ إني أسألكُ وأتوجَّهُ إليك بنبيِّك مُحمَّد صلى الله عليه وسلم نبي الرَّحمة يا مُحمد يا رسول الله إنِّي أتَوجَّه بكَ إلى ربِّي في حاجتي لِتقْضِيها اللَّهمَّ فَشَفِّعْهُ