الموت.
ولهذا قال الجُنَيد تكلَّمَ قومٌ بإسقاط الأعمال وهذه عظيمة والذي يزني ويسرق أهون من هذا أو كما قال.
وأيضًا فإن هذا كلام متناقض فإنه يسأل أن يغنيه عن السؤال فيسقط السؤال بالسؤال ويذكر أن الحرمان بكثرة السؤال قد يكون وأن السعيد من أغنيته عن السؤال فإن كان هذا الكلام حقًّا فصاحب هذا السؤال ليس بسعيد لأنه لم يعتذر عن السؤال.
وأيضًا فيقال مَنْ لم يَسْألِ اللَّهَ يَغْضَبْ عليه فكيف يكون السعيد من أغناه عن السؤال والسؤال لله يكون إما واجبًا وإما مستحبًّا فكيف يكون السعيد من تَرَك الواجبات والمستحبات قال تعالى وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء 32] وقال تعالى ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) [الأعراف 55] .
وقد أخبر الله تعالى عن أنبيائه كآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم سؤاله ودعاءَه وهؤلاء أسعد الخلق وأفضلهم فكيف يكون السعيد من لم يسأل الله لغناه عن سؤاله؟!