قوله: (حتى يأتيك اليقين) ، ومعناه

يرون العبادات رياضة النفس حتى تصل إلى المعرفة التي يدَّعونها فإذا وصل إلى المعرفة سقطت عنه.

ومن المعلوم أنَّ هذا خلاف دين الإسلام وأنه قد عُلِمَ بالاضطرار من دين الإسلام أن الصلوات الخمس لا تسقط عن أحد من الأولياء ولا عن شيءٍ من واجباتها إلا لعذر شرعيٍّ مثل سقوط الطهارة للعجز عن استعمالها لعدمٍ أو خوفِ ضررٍ وسقوطها بالجنون وسقوط فعلها بالإغماء وفي وجوب القضاء نزاع مشهور ونحو ذلك مما هو معروف في مواضعه.

وقوله حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) المرادُ به ما يوقن به من الموت وما بعده باتفاق السلف كما في قوله الذي حكاه عن الكفار مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) [المدثر 42-47] ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن مَظْعون أمَّا هذا فقد جاءه اليقين من ربه.

ولهذا قال الحسن البصري لم يجعل الله لعبده المؤمن أجلاً دون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015