في كلام طائفة من الشيوخ من معنى الحلول والاتحاد سواء كان عامًّا أو خاصًّا ليحترز عن ذلك ولا يقع فيه من حصل له إما لموافقة ذلك القائل وإما للجهل بما هو الأمر عليه في نفسه وما جاء به الكتاب والسنة وما دلَّ عليه صريحُ المعقول المطابق لصحيح المنقول.
وقوله فحَيِيَ هذا العبد بظهوره حياةً لا علة لها فظهر بأوصاف جميلة كلها لا علة لها فصار أولاً في الظهور لا ظاهر قبله فوُجِدَت الأشياء بأوصافه وظهرت بنوره في نوره فأول ما ظهر سرُّه وظهر قلمه الفصل إلى آخره وقد تقدم ذكره.
فيقال هذا الكلام يشبه ترتيبَ الفلاسفة والباطنية القرامطة من الإسماعيلية ونحوهم الذين يقولون صدر عن الواجب عقول عشرة مرتبة ونفوس سبعة للأفلاك ويريدون أن يجمعوا بين ذلك وبين ما جاءت به الرسل فيذكرون الحديثَ الموضوعَ أول ما خلق الله العقل وقد قدَّمنا أنه موضوع وأن لفظَه مع ذلك حجة عليهم لا لهم ويسمون العقلَ الأول القلم لما رُوِي إنَّ أولَ ما خلق الله القلم.