ويوجد نحوٌ من هذا في رسائل إخوان الصفا وفي كلام أبي حامد وكلام ابن عربي وابن سبعين وغيرهم وقد بسطنا الكلام على فساد مذهب هؤلاء عقلاً ونقلاً في غير هذا الموضع.
وطائفة من الذين تصوفوا على طريقة هؤلاء الفلاسفة كابن القَسِي صاحب خلع النعلين وابن سبعين وابن عربي وابن أجلى والبوني المتأخر وابن الطفيل صاحب رسالة حيّ بن يقظان ونحو هؤلاء خَلَطوا كلام هؤلاء بشيء من كلام الصوفية وألفاظ القرآن والحديث.
وما ذكره ابن سينا في مقامات العارفين في إشارته هي من أسباب دعاء هؤلاء إلى ما هم عليه وهم لا يتفقون على قولٍ واحد لأن الأصل الذي بنوا عليه باطل فتجدهم مختلفين وكلٌّ منهم يدَّعي كشفًا وذوقًا ووجدًا يخالف الآخر أو يَدَّعي عقلاً ونظرًا واستدلالاً يخالف الآخر فكلٌّ لكلٍّ مناقض وكلٌّ لكلٍّ معارض فإنهم لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)