وقد بُسِط الكلام في هذه الأمور في غير هذا الموضع فإنها مواضع شريفة تتعلق بمسائل الصفات والأفعال والشرع والقدر وقيام الأمور الاختيارية وهل رضاه وسخطُه وفرحُه مخلوقاتٌ منفصلة عنه كما يقوله من يقوله من المعتزلة ومن وافقهم من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم؟
أو ذلك يرجع إلى صفة واحدة هي الإرادة كما يقوله من يقوله من الكُلاَّبية ومن تابعهم من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم؟
وإما ذلك كله صفاتٌ قديمةُ الأعيان تتَّحد متعلقاتها لا أنفسها كما يقول ذلك من يقوله من الكُلاَّبية والسالمية ومن وافقهم من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم؟
أم ذلك أمور تكون قائمةً بذاته حاصلةً بقدرته ومشيئته كما دلت عليه النصوص الثابتة في الكتاب والسنة ودلت الأدلة العقلية على موافقة النصوص الإلهية وخطأ مخالفيها وهذا كله مما بُسِط في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا أن استحالةَ القديم الواجب لذاته المستلزم صفات الكمال التي صفاته من لوازم ذاته ممتنع لذاته فإن صفات الكمال واجبة له قديمة بقدمه وما وجب قِدَمُه امتنع عَدَمُه والاستحالةُ لا تكون إلا بِعَدَمِ ما كان موجودًا قبل ذلك.
وليس هذا موضع بَسْط هذا وإنما المقصودُ هنا التنبيه على ما يقع