الإسماعيلية.
وذلك أن قوله تعالى وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء 23] معناه أمَرَ ربُّك باتفاق المسلمين والله إذا أمر بأمرٍ فقد يُطاع وقد يُعصى بخلاف ما قضاه بمعنى أنه قَدَّره وشاءه فإنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ومن المعلوم أن الله لم يجعل الواقع من جميع الخلق هو عبادته وحده لا شريك له بل أوجب هذا عليهم فمنهم من أخلص له الدين ومنهم من أشرك به.
قال تعالى وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) [النحل 36] وذِكْر الشركِ والمشركين في القرآن وذَمِّهم أعظم من أن يُذكر هنا.
فدعوى المدَّعي أن كلَّ عابدٍ فما عبدَ إلا الله وأن الله ذكر ذلك في كتابه من أعظم الإفك والبهتان من طائفة تدَّعي أنها أفضل أرباب التحقيق والتوحيد والعرفان فهذا وأمثاله من علم الملحدين أهل الوحدة الذين يقولون الوجود واحد.
واعلم أن الحلول نوعان حلول مطلق وحلول مقيد.
فالحلول المطلق قول الجهمية وأتباعهم من متصوفتهم الذين يقولون إن الله بذاته في كل مكان وهم مضطربون في هذا الباب لتناقضه وردُّ السلف والأئمة عليهم كثير.