وقوله لا اسم ولا صفة ولا ذات قد يُريد بالذات القائم بنفسه فإنه يشهد وجودًا مطلقًا أطلسًا ليس فيه شيء قائم بنفسه فيكون ذاتًا ولا قائم بغيره فيكون صفة.
فهذا منتهى معرفة المحبوبين الذين هم أفضل من أبدال الأنبياء عند هؤلاء الضالين وهذا الرب الذي ذكروه لا حقيقة له إلا في أنفسهم هل هو إلا ما يتخيلونه فـ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) [الصافات 180-182] .
وما كنتُ أظنُّ هذا الشيخ وصل إلى هذا الحدِّ حتى رأيت هذا الكلام ولا حول ولا قوة إلا بالله ولعله قد تاب من ذلك فإن الإنسان لا يدوم على حال واحدة.
وكذلك قوله فهناك يظهر من لم يزل ظهورًا لا علة له بل ظهر بسرِّه لذاته في ذاته ظهورًا لا أولية له بل نظر من ذاته لذاته بذاته في ذاته فحيي هذا العبد بظهوره حياةً لا علة لها فظهر بأوصاف جميلة كلها لا علة لها فصار أولاً في الظهور لا ظاهر قبله فوجدت الأشياء بأوصافه فظهرت بنوره في نوره.
فيقال قد تقدم قوله إنه لا يبقى هناك ذات فقوله نظر من