فلمَّا عرفتُ هذا من هؤلاء قلتُ لأصحابنا صدق على أصله الفاسد فإن الذات عنده وجود مطلق لا كلام لها فكيف يكون في حال تجليها سماع خطاب لكن هذه الذات التي يعنيها إنما توجد في الأذهان لا في الأعيان.

وأما السَّهْروردي فقوله قول المسلمين إن الله يتجلَّى لعباده يوم القيامة ويكلمهم في عرصات القيامة وفي الجنة كما نطقت بذلك الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فقول القائل بقي من أشير إليه لا وصف له ولا صفة ولا ذات فاضمحلت النعوت والأسماء والصفات فلا اسم ولا صفة ولا ذات يطابق قول هؤلاء وهذا إن أراد به أن الله نفسه تعدم صفاته فهذا من أظهر الباطل فإن صفاته القائمة بذاته لا تعدم وإن أراد أني أشهده بلا صفة فهذا شهودٌ ناقص وهو نقص علمٍ وإيمان وإن أراد أني أشهده بحقيقته وهي في نفس الأمر لا صفة لها ولا اسم فهذا مذهب هؤلاء الملاحدة وهو مذهب ملاحدة الإسماعيلية الذين هم شرٌّ من هؤلاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015