الأربعة كان فيها من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحًا وأنهم سعداء في الآخرة ثم لمَّا بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم كان من كفر به منهم ومن غيرهم شقيًّا معذَّبًا.
بخلاف المجوس والمشركين فإن الله ذكرهم في قوله إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) [الحج 17] فهنا ذكر الملل الست ليبين أنه يفصل بينهم يوم القيامة ولم يثن عليهم فلم يثن سبحانه على أحدٍ من المجوس والمشركين كما أثنى على بعض الصابئين واليهود والنصارى وهذا مما استدل به جمهور العلماء على أن المجوس ليسوا أهل كتاب فلا تُباح ذبائحهم ولا نكاح نسائهم إذ لو كانوا أهل كتابٍ لكان فيهم من يُثني الله عليه كما كان في اليهود والنصارى.
والمقصود هنا أن الصابئين فيهم من يُحْمَد وفيهم من يُذَم فالمحمود من الصابئين لم يخالفوا الأنبياء والفلاسفة المحمودون إذا لم يكونوا من اليهود والنصارى والمسلمين هم من هؤلاء الصابئين.
بخلاف الفلاسفة المذمومين فإنهم مشركون سَحَرة كأرسطو وأتباعه وأمثالهم فإنهم أهل شرك وسحرٍ ولهذا ليس في كتب أرسطو ذكر الأنبياء بحرفٍ واحدٍ ولا في كتب العلم الإلهي إلا ما ذكره في أثولوجيا وهو علم ما بعد الطبيعة وهو كلامٌ قليل الفائدة كثير