المشرق والشمال في مهبِّ الصَّبا وكان متقدمًا على ذلك.
ولهم إسكندر آخر يقال له الأفروديوسي هو من أتباع أرسطو هو وبُرقلس وثامسطيوس ونحوهم ممن اتبع أرسطو وشَرَح تعاليمَه وقال بِقِدَم هذه الأفلاك.
فإنه يقال أوَّل من أظهر هذا القول من هؤلاء الفلاسفة أرسطو وأمَّا الذين قبله كأفلاطون وسقراط ونحوهما فكانوا يقولون بحدوث الأفلاك ولكن يقولون بأنه حادث عن مادة وهل المادة قديمة العين أو قديمة النوع لهم في ذلك كلام وأقوالٌ ليس هذا موضعها.
ولهذا توجد مقالات أئمة الفلاسفة الكبار الذين كانوا من الصابئة الحنفاء لا تخرج عن أقوال الأنبياء فإن الصابئة في الأصل كانوا على هدى كما كانت اليهود والنصارى ولهذا ذكر الله أن في هذه الطوائف سُعداء في قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) [البقرة 62] فدلَّ هذا على أن هذه الملل