مطلق والكُلِّي المطلق لا يوجد كليًّا مطلقًا إلا في الأذهان لا في الأعيان بل كلُّ موجود من المخلوقات له ما يختصّ به لا يشاركه فيه غيره في الخارج فهذا الإنسان المعين لا يُشاركه هذا الإنسان المعين فيما يختصُّ به من إنسانيته الخاصَّة وحيوانيته الخاصة ووجوده الخاص ولكن هو وغيره يشتركان في مطلق الحيوانية والإنسانية والوجود ونحو ذلك.

وهذه المشتركات لا تختص واحدًا منها ولا توجد في الخارج مشتركة مطلقة بل لا توجد إلا معينة مختصة وقد بُسِط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع.

فإنه بسبب الاشتباه في هذه الكليات المطلقة ضلَّ طوائف من أهل العلوم النظريات والذوقيات وإذا كان وجود المخلوق المختص به لا يَشْرَكه فيه غيره وإن كان يشابهه فيه غيره فالخالق تعالى أبعد عن أن يشاركه غيره فيما يختصُّ به سبحانه وتعالى.

ولولا أنه قد اشتهر فساد قول هؤلاء للسائلين عن هذه الأحزاب لبسطنا فيه الخطاب وصاحب الحزب إن لم يكن من هؤلاء ففي كلامه ضرب من الفلسفة الفاسدة وضرب من مذهب الحلولية القائلين بالحلول الخاص أو العام وهذا مما ابتلي به طوائف من متأخري الصوفية لا سيما المستمدين من كلام صاحب مشكاة الأنوار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015