تطور الحال بأصحاب هذا الفناء إلى القول بوحدة الوجود

العارف لمصلحة العامة لا لحاجته إليه وهذا من الجهل بالفرق بين توحيد الإلهية وبين توحيد الربوبية وبين الأمر الديني الشرعي النبوي الإلهي والأمر الكوني القدري وقد بُسِط الكلام على هذه الأمور في غير هذا الموضع.

وأصحاب هذا المشهد قد ينتقل أحدهم من هذا إلى الوحدة ولهذا يقولون السالك يشهد أولاً طاعة ومعصية ثم يشهد طاعةً بلا معصية ثم لا يشهد لا طاعة ولا معصية.

وقد يقول بعضهم يكون أولاً فقيرًا ثم يصير نبيًّا ثم يصير إلهًا وحينئذ يدخلون إلى النوع الثالث من الفناء وهو فناء المُلْحِدين الذين يقولون الوجود واحد كابن عَرَبي وابن سَبْعين وابن الفارض والقُوْنَوي والتِّلِمْساني وأمثالهم ممن يجعل الوجود الخالق هو الوجود المخلوق وربما جعلوه حالاًّ فيه ومذهبهم دائر بين الاتحاد والحلول ولكن قد لا يرضون لفظ الاتحاد بل يقولون الوحدة لأن الاتحاد يكون بين شيئين وهم يقولون الوجود واحد لا تعدد فيه ولم يفرقوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع فإنَّ الموجودات مشتركة في مسمى الوجود كما أن الذوات مشتركة في مسمى الذات ولكن ليس وجود هذا وجود هذا كما أنه ليس ذات هذا هي ذات هذا والقدر المشترك هو كُليٌّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015