الملقب بشيخ الإسلام من الإشارة إلى علو هذا المقام ما أنكره عليه حُذَّاق العارفين ولهذا يعلل هؤلاء المحبَّة والتوكل وغيرهما ويجعلون ذلك من مقامات العامة ويجعلون مقام الخاصة مشاهدة الربوبية العامة والقيومية الشاملة ولا يصلون إلى الفرق الثاني وهو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأنه المعبود دون ما سواه وأن إلهيته بأن نعبده وعبادته بأن نطيعه وطاعته بأن نطيع رسوله.

وهذا المقام مما حققه الجُنيد رضي الله عنه وأمثاله من أئمة أهل الطريق الذين يُقتدى بهم الذين يلاحظون الأمرَ والنهي كالشيخ عبد القادر ونحوه من المتأخرين وهؤلاء هم الذين قالوا قدَمُنا هذا أي طريقنا هذه على رقبة كلِّ وليٍّ لله أي على كلِّ وليٍّ لله أن يتبع الأمر والنهي الإلهي النبوي الشرعي المحمدي ويحكِّم على نفسه الكتاب والسنة ولا يخرج عن ذلك لا لذوقٍ يخالفه أو وجدٍ أو حالٍ أو مشهد أو غير ذلك بل يزن أذواقه ومواجيده وأحواله وحقائقه بالكتاب والسنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015