اليمَّ فألقى المحب نفسه خلفه فقال أنا وقعت فما أوقعك فقال غبتُ بك عني فظننتُ أنك أني.
وهذه الحال إذا زال معها عقل الإنسان الذي هو مناط التكليف بسبب غير محرَّم كان معذورًا وإن كان بسبب محرَّم فقال مثل ذلك فهو مذموم على ذلك.
وهل يكفر إذا زال بما تشتهيه النفس كالخمر فيه نزاع معروف عند العلماء وأما بما لا تشتهيه الطباع كالبنج فقيل هو كالسكران بالخمر وقيل كالمجنون.
ومن زال عقله بالسماع ونحوه فهو على هذا التفصيل وأما في حال العقل فمن قال هذا كان كافرًا يجب قتله إن لم يتب.
وكثير من السالكين تعرض له هذه الحال في بعض الأوقات فإذا حضرت فريضة قام إليها ومنهم من يُحْفَظ عن المعاصي وهذا لصدقهم في حال حضور العقل حُفِظوا في حال غيبة العقل لكن بكل حال ليس العبد مأمورًا بالمقام في هذه الحال وهي تُحمد من جهة انجذاب القلب إلى ربه ومن جهة توجُّهه إليه وتألُّهه إيَّاه ويسميها بعضُ الناس الجمع الأول.
وطائفة من الناس جعلوا هذا المقام هو غاية السالكين وأحسن منازل السائرين إلى الله وقالوا إن العبدَ حينئذٍ لا يستحسن حسنة ولا يستقبح سيئة وهذا هو الغاية في كلام صاحب منازل السائرين