أيقنت أن من السماح شجاعة ترمي ... وأن من الشجاعة جودَا
وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - دفع الشهوة جهادًا فقال: " جهادك هواك " وجعلت العفة جودًا
فقيل: الجود جودان: جود بما في يدك، وجود عما في يد غيرك، وهو أعظمهما.
وهذه الفضائل إذا حصلت حصل بها الإنسانية والحرية والكرم، وعنها يتأصل الإسلام، والإيمان، والتقوى، والإخلاص.
البواعث على فعل الخيرات الدنيوية ثلاثة:
أدناها: الترغيب والترهيب ممن يرجى نفعه ويخشى ضره.
والثاني: رجاء الحمد وخوف الذم ممن يعتد بحمده وذمه.
والثالث: تحري الخير وطلب الفضيلة.
فالأول: من مقتضى الشهوة وذلك من فعل العامة، والثاني: من مقتضى الحياء وهو من فعل السلاطين وكبار أبناء الدنيا، والثالث: من مقتضى العقل، وذلك من فعل الحكماء.
ولهذه المنازل الثلاث قيل: خير ما أعطي الإنسان عقل يردعه، فإن لم يكن فحياء يمنعه، فإن لم يكن فخوف يقمعه، فإن لم يكن فمال يستره، فإن لم يكن فصاعقة تحرقه فتريح منه العباد والبلاد.
وكذلك البواعث على الخيرات الأخروية ثلاثة:
الأول: الرغبة في ثواب اللَّه تعالى والمخافة من عقابه، وذلك منزلة العامة.
الثاني: رجاء حمده ومخافة ذمه، وذلك منزلة الصالحين.
والثالث: طلب مرضات اللَّه تعالى فىِ المتحريات، وذلك منزلة النبيين،
والصديقين، والشهداء، وهي أعزها وجودًا، ولذلك قال بعضهم: أفضل ما يتقرب به العبد إلى اللَّه تعالى أن يعلم أنه لا يريد العبد من الدنيا والآخرة غيره، قال الله تعالى: