أشدَّ فاقةً وحاجة منه إليها ألبتَّة. فإنه محتاج إليه فى كل نفَس وطرُفة عين (وهذا) المطلوب م هذا الدعاء لا يتم إلا بالهداية إلى الطريق الموصل إليه سبحانه والهداية فيه.
وهى هداية التوفيق وخلق القدرة على الفعل وإرادته وتكوينه وتوفيقه لإيقاعه له على الوجه المرضى المحبوب للرب سبحانه وتعالى وحفظه عليه من مفسداته حال فعله وبعد فعله (ثم بيّن) أنّ أهل هذه الهداية هم المختصون بنعمته دون المغضوب عليهم، وهم الذين عرفوا الحق ولم يتبعوه، ودون الضالين وهم الذين عبدوا الله بغير علم (فالطائفتان) اشتركتا فى القول فى خلقه وأمره وأسمائه وصفاته بغير علم. فسبيل المنعَم عليهم مغايرة لسبيل أله الباطل كلها علما وعملا (فلما فرغ) من هذا الثناء والدعاء والتوحيد، شرع له أن يطبع على ذلك بطابع من التأمين يكون كالخاتم له وافق فيه ملائكة السماء (وهذا) التامين من زينة الصلاة كرفع اليدين الذى هو زينة الصلاة واتباع للسنة وتعظيم أمر الله وعبودية اليدين وشعار الانتقال من ركن إلى ركن (ثم يأخذ) فى مناجاة ربه بكلامه واستماعه من الإمام بالإنصات وحضور القلب وشهوده (وأفضل) أذكار الصلاة ذكر القيام. وأحسن هيئة المصلى هيئة القيام. فخصت بالحمد الثناء والمجد وتلاوة كلام الربِّ جل جلاله. ولهذا نهى عن قراءة القرآن فى الركوع والسجود لأنهما حالتا ذل وخضوع وتطامن وانخفاض، ولهذا شرع فيهما من الذكر ما يناسب هيئتهما فشرع للراكع أن يذكر عظمة ربه فى حال انخفاضه هو وخضوعه فيقول: سبحان ربى العظيم وهو أفضل ما يقال فيه. وبالجملة فسر الركوع تعظي الرب عز وجل بالقلب والقاَلب والقول (?) ثم قال: ولما كانت العبودية غاية كمال الإنسان وقربه من الله بحسب نصيبه من