في مسجد البلد الأمين رحابه ... أو مسجد القمر المنير الهادي
فكأن مكة والمدينة حلتا ... فيها محل الروح في الأجساد
فترى بها البيت المحرم والحمى ... وترى المقام وكعبة القصاد
والمروة العليا هنالك والصفا ... والسعي رمز عقيدة وجهاد
وترى مني والناس ملء شعابها ... بين الهضاب الشم والأطواد
والسفح من عرفات بحر مائج ... بمواكب الأبرار والعباد
مستشرفين إلى الكريم بأنفس ... طهرت من الآثام والأحقاد
وكأن دمع الشوق ماء وضوئهم ... والشوق موصول بغير نفاد
مستبشرين بفوزهم وكأنهم ... من جنة المأوى على ميعاد
فإذا رجعت إلى مني نلت المنى ... ما شئت من بشرى ومن أعياد
فاذبح هوى الشيطان وارجم شره ... لتفوز بالغفران والإسعاد
سر بالمناسك واحتسب ... أملي هناك ومهجتي وفؤادي
في المسجد الأسمى جمال محمد ... فاقرأ السلام وقل بلغت مرادي
حي الخليفة والخليفة بعد ... والعترة الكبرى بذلك النادي
وأشهد على أرض البقيع وروضه ... صورا من الآيات والأمجاد
يا وارثا فضل الإمام وإنه ... إرث الحجا والنصح والإرشاد
هذى المناسك يا أمين مناهل ... فيها رحيق العلم للرواد
لما استقيت من النبي سطورها ... كانت لها الأنوار خير مداد
الصاوي علي شعلان