خيريا وقصد به أخاه المؤمن وصل إليه ثوابه بسبب إيمانه، فكأنه من عمله (وقيل) إن الآية مخصوصة بغير ما دلت عليه الأدلة السابقة من أن الإنسان ينتفع بعمل غيره من دعاء وصلاة وصدقة وقراءة قرآ.
... (وعن) عكرمة أن الآية خاصة بقوم موسى وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام. أماهذه الأمة فالواحد منها ينتفع بعمل غيره لما تقدم. (وقيل) المراد بالإنسان في الآية الكافر، أي ليس له من الخير في الدنيا إلا ما عمل هو فيثاب عليه بالتوسعة في رزقه والعافية في بدنه وليس له في الآخرة شيء.
هذا. وأعلم أن العبادة مالية وبدنية، فالمالية كالصدقة، نبه الشارع بوصول ثوابها على وصول ثواب سائر الأعمال المالية. أما أداء الدين فبالإجماع ولو كان من أجنبي بلا إذن. ونبه بوصول ثوابت الصوم وهو من العبادة البدنية على وصول ثواب العبادات البدنية. ونبه بوصول ثواب الحج المركب من عبادتين مالية وبدنية على وصول ثواب المركب منهما (ومشهور) مذهب مالك والشافعي أن ثواب العبادة البدنية لا يصل كالصلاة والصيام وقراءة القرآن أخذا بعموم قوله تعالى: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" وقد علمت أن الآية لا تنافى انتفاع الميت بعمل غيره من قراءة وغيرها.