مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. أخرجه السبعة إلا البخاري (?). {102}
... (والأحاديث) في هذا كثيرة وكلها تدل على أن الميت ينتفع بعمل الحي من دعاء وصلاة وصدقة وصيام وحج، وغير ذلك من أنواع البر، من غير أن ينقص من أجر العامل شيء. وبه قال جمهور أهل السنة منهم الحنفيون وأحمد.
... وقد أمر الله تعالى بالدعاء للوالدين بقوله:
... "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" (?).
... وأخبر باستغفار الملائكة للمؤمنين، قال تعالى:
... "والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض" (?).
... وقال: "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم" (?).
(فهذه) الأدلة تفيد القطع بحصول الانتفاع بعمل الغير، ولا ينافيه قوله تعالى: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعي" (?)، لأن المؤمن إذا عمل عملا