ولذا قال الحنفيون وأحمد: إنه ينتفع بعمل غيره إذا أدى بخشوع وخضوع ووقار ولم تكن القراءة بأجر وكانت على الوجه المشروع.
... (قال) ابن القيم: أفضل ما يهدي إلى الميت العتق والصدقة والاستغفار والدعاء له والحج عنه. وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعا بغير أجر فيصل إليه ثوابها كما يصل ثواب الصوم والحج (?). ولذا اختار المحققون من أصحاب مالك والشافعي أن ثواب القراءة يصل إلى الميت إذا جعلت من قبيل الدعاء بأن يقول: اللهم أجعل لفلان مثل ثواب ما قرأت.
(قال) النووي: أجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويصل ثوابه إليهم، لقوله تعالى: "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان" (?). وغيرها من الآيات والأحاديث، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أغفر لأهل بقيع الغرقد". وقوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر لحينا وميتنا".
... (واختلف) العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن. فالمشهور من مذهب الشافعي أنه لا يصل. وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل، فالاختيار أن يقول القارئ بعد فراغه: اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان (?) (أما القراءة) بأجر ولو بشرط فلا يصل ثوابها، والآخذ والمعطي آثمان به عند الحنفيين وأحمد (لحديث) عبد الرحمن بن شبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقرءوا القرآن واعملوا به، ولا تجفوا عنه ولا تغلوا