استجيب جعل على أطباق النور ثم غطى بمناديل الحرير، ثم أتى بها الذي دعى له من الموتى فقيل: هذه هدية فلان إليك (?).
(الثامنة) الأسباب الموجبة لعذاب القبر هي الجهل بالله تعالى، وإضاعة أوامره واتركاب معاصيه المفضية إلى سخطه وعذابه، فمن أغضب الله تعالى وأسخطه في هذه الدار، ومات من غير توبة، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه فمستقل ومستكثر (?). وقد عين النبي صلى الله عليه وسلم للوقوع في عذاب القبر أسبابا كثيرة من اتقى ما ذكر من هذا الإجمال، استغنى عن تفصيلها، ولما كان أكثر الناس مستخفا بأكثر النواهي كان أكثر أصحاب القبور معذبين، والفائز منهم قليل إلا إن عفا الله، وهو أهل العفو والمغفرة.
(التاسعة) الأسباب المنجية من عذاب القبر كثيرة (منها) العلم بالله وخشيته وتقواه وامتثال أمره والوقوف عند نهيه وتجنب الأسباب المقتضية للعذاب، ومن أنفع ذلك أن يجلس الإنسان قبل النوم ساعة يحاسب فيها نفسه ثم يجدد لكل ذنب توبة نصوحا وينام على هذه التوبة، فإن مات كان على توبة وإلا استيقظ مستقبلا للعمل مسرورا بتأخير الأجل حتى يستقبل ربه ويستدرك ما فاته، وليس للعبد أنفع من هذه التوبة لا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله تعالى واستعمل السنن التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يغلبه النوم (?).
هذا، وقد عين النبي صلى الله عليه وسلم للنجاة من عذاب القبر أسبابا أخرى (منها) الشهادة في سبيل الله (روى) راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. أخرجه النسائي (?). {29}