والمعنى أن الشهيد اختبر إيمانه من نفاقه ببارقة السيف، فدل على أن إيمانه هو الذي يحمله على بروزه للقتل وبذل نفسه لله وتسليمها له، وهاج من قلبه حمية الغضب لله ورسوله إظهارا لدينه وإعزازا لكلمته فظهر أن دعواه الإيمان بلسانه برزت عن قلب صادق وضمير الله واثق، فأغنى ذلك عن الامتحان في قبره (ومنها) المواظبة على قراءة سورة تبارك في كل ليلة.

(قال) ابن عباس رضي الله عنهما: ضرب رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة (تبارك الذي بيده الملك) حتى ختمها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا إنسان يقرأ سورة تبارك حتى ختمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هي المانعة، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر" أخرجه الترمذي وحسنه والحاكم وصححه (?). {30}

(وعن عكرمة) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لرجل: ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال: بلى. قال: اقرأ (تبارك الذي بيده الملك) وعلمها أهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك فإنها المنجية، والمجادلة تجادل يوم القيام عند ربها لقارئها، وتطلب له إلى ربها أن ينجيه من عذاب النار ومن عذاب القبر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي" أخرجه عبد بن حميد والحاكم والطبراني (?). {31}

.. (ومنها) جملة أعمال صالحة مبينة في حديث سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن بمسجد المدينة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015