وأقاموا به من جهاد ودعوة وفداء.

8 - قام شعراء أهل السنة بدور مجيد, وجهاد حميد في الدفاع عن الإسلام والهجوم على بني عبيد بالسنان والقوافي التي كانت على بني عبيد أشد من السيوف القواطع, وتبوأ مركز الصدارة في هذا الباب الشاعر المجيد أبو القاسم الفزاري, ومن أشهر ما قال قصيدته الرائية التي انتشرت في الآفاق والبلدان التي قال فيها:

عجبت لفتنة أعمت وعمت ... يقوم بها دعي أو كفور

تزلزلت المدائن والبوادي ... لها وتلونت منها الدهور

وضاقت كل أرض ذات عرض ... ولم تغن المعاقل والقصور

فنجى القيروان وساكنيها ... إله دافعٌ عنها قدير

أحاط بأهلها علمًا وخُبرًا ... وميزا ما أكنته الصدور

وجللهم بعافية وأمن ... وأسبل فوقها ستر ستير

وأثبت جلة العلماء فيها ... بحار لا تعد لا بحور

ومنها سادة العلماء قدمًا ... إذا عُدوا وليس لهم نظير

وفيها القوم عباد خيار ... فقد طاب الأوائل والأخير

هم افتكوا سبايا كل أرض ... وفادوا ما استبد به المغير

كفيناهم عظائمها جميعًا ... فزالت عنهم تلك الشرور

وسكنَّا قلوبًا خافقات ... أمات عروقها ضر ضرير

وآوينا وآسينا وكنا ... لهم أهلاً وأكثرهم شطير

فبات طعامنا لهم طعامًا ... هناك ودُورنا للقوم دور

وكان لنا ثواب الله ذخرًا ... وقام يشكونا منهم شكور

ولولا القيروان وساكنوها ... لغاب طعامهم والمخ ريرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015