فما لم يجعله الله عز وجل لنبي لم يجعله لغير نبي, وعلي لم يكن نبيًا, وإنما كان وزير النبي - صلى الله عليه وسلم - , فقال عبيد الله له: انصرف لا ينالك أحد. ويذكر أن أبا عبد الله الشيعي قال له يومًا: القرآن يقر أن محمدًا ليس بخاتم النبيين.

فقال له: في قوله: {وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب:40] فخاتم النبيين ليس رسول الله.

فقال له سعد: هذه الواو ليست من واوات الابتداء, وإنما هي من واوات العطف كقوله عز وجل: {هُوَ الأوَّلُ وَالآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3] فهل (من) أحد يوصف بهذه الصفات غير الله عز وجل؟ وتكلم (عنده) يومًا فغضب من كلامه رجل من كتامة يعرف بأبي موسى شيخ المشايخ وقام إليه بالرمح فمنعه أبو عبد الله من ذلك, ثم عطف على أبي عثمان فقال له: يا شيخ, لا تغضب أتدري إذا غضب هذا (الشيخ) كم يغضب لغضبه, اثنا عشر ألف سيف.

فقال أبو عثمان: ولكني (أنا) يغضب لغضبي (الله) الواحد القهار «الذي أهلك عادًا وثمود وأصحاب الرس وقرونًا بين ذلك كثيرًا» (?) , وقد جمع الله للشيخ سعد الحداد جهارة الصوت وفخامة المنطق وفصاحة اللسان وصواب المعاني, وكان

عالمًا باللغة والنحو, وإذا لحن في لفظة استغفر الله عز وجل, وكان إذا تكلف

الشعر أجاده.

وذات مرة خرج لمناظرة «أبي عبد الله الشيعي» فخرج معه أهله وولده وهم يبكون فقال لهم: لا تفعلوا لا يكون إلا خيرًا, حسبي من له خرجت, وعن دينه ذببت.

فلما دخل على الشيعي في قصر إبراهيم بن أحمد وكان حوله جماعة من أصحابه وجماعة مما ينسب إليهم العلم, سلم ثم جلس, فقال أبو عبد الله الشيعي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015