الدولة ومسئوليها وموظفيها في كل قطر ضرورة دعوية شرعية وحركية نحو إقامة شرع الله والتمكين لدينه, وأما العداء وقطع الطرق والوسائل للوصول إلى أوكار العلمانيين ونزع أبنائهم من صولة الشياطين فأمر لا يليق بأصحاب الدعوة من أهل السنة والجماعة.

7 - ومن وسائل علماء أهل السنة في الذب عن عقائد السلف وسيلة المناظرة والجدال وإفحام الخصم أمام عوام الناس, وممن سجلت لنا كتب التاريخ مآثره النيرة في هذا المضمار العلامة الفقيه العالم الرباني أبو بكر القمودي الذي ناظر أبا العباس الشيعي مناظرة أفحمه فيها (?).

وإبراهيم بن محمد الضبي, وكان رجلاً صالحًا فقيهًا بارعًا في العلم وقتله بنو عبيد ظلمًا وزورًا.

وبرز في المناظرة أبو محمد عبد الله بن التبان إلا أن أبا عثمان سعيد بن محمد الحداد كان أقدرهم في هذا الباب, فقد كانت له: «مقامات كريمة ومواقف محمودة في الدفاع عن الإسلام والذب عن السنة».

أشهر مناظرات الإمام أبي عثمان سعيد بن الحداد:

دعاه عبيد الله المهدي وبيَّن له عبيد الله حديث «غدير خم»: «من كنت مولاه فعلي مولاه» وهو حديث صحيح, فعطف عبيد الله -لعنة الله عليه- فقال لأبي عثمان: فما للناس لا يكونون عبيدنا؟ فقال له أبو عثمان: أعز الله السيد لم يرد ولاية الرق, وإنما أراد ولاية في الدين, قال: فقال الله عز وجل: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللهِ وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ - وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 80،79].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015