ثم أشار بيده وقال: اذكروا الله يذكركم, فكبر الناس, ومشى حتى بلغ الجامع ودخل في قتل أعداء الله حتى قتل سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة مقبلاً غير مدبر (?) , واستشهد معه فضلاء وأئمة وعباد صالحون.
4 - قاطع العلماء من استجاب وداهن العبيديين من الفقهاء وإن لم يدخل في دعوتهم؛ ولذلك أفتى العلماء بطرح كتب أبي القاسم البراذعي (?).
5 - فتح العلماء والفقهاء بيوتهم للناس لفضح معتقدات الباطنية العبيدية, وكان أبو إسحاق السبائي يفتح داره ويأخذ في ذم العبيديين والتحذير منهم, وكان يكثر من ذكر فضائل الصحابة والثناء عليهم, وكانت داره كالمسجد لكثرة من يقصدها من الطلبة, وكذلك أحمد بن نصر الهواري, وأحمد بن يزيد الدباغ, واضطروا لذلك بعد أن منعهم العبيديون من التدريس في المساجد, واجتهد العلماء سرًا في تعميق عقائد أهل السنة وأصولهم وفقههم في قلوب أهل الشمال الإفريقي (?).
وهكذا الدعاة الربانيون والفقهاء العاملون مهما ضيق الطغاة والظلمة العتاة فإنهم لابد أن يجدوا سبيلاً لتعليم الناس ودعوتهم إلى الرشاد.
6 - اجتهد علماء أهل السنة في غرس منهج أهل السنة في أبناء الكتاميين والصنهاجيين والبرابرة الموالين للعبيديين, وذلك ما قام به العلامة أبو إسحاق الجبنياني وغيره, فإنهم كانوا يعلمون الأولاد الصغار أبناء حملة الدعوة العبيدية بحيل لطيفة وكانوا لا يأخذون منهم أجرًا, ترغيبًا لهم في الإقبال عليهم (?).
ويظهر من هذا أن الاهتمام بأبناء السياسيين والمفكرين العلمانيين ووزراء