وفي سنة 302هـ تقدمت جيوش أبي القاسم الرافضي إلى الإسكندرية ولم ينل ما أراده ورجع مهزومًا, ذلك أن أبا القاسم أرسل قصيدة إلى بغداد يفخر فيها ببيته وبما وصل إليه ملكهم فرد عليه الصولي بقصيدة على وزنها ومنها:

فلو كانت الدنيا مثالاً لطائر ... لكان لكم منها بما حزتم الذنب

فغضب من هذا البيت وقال: «والله لا أزال حتى أملك صدر الطائر ورأسه إن قدرت أو أهلك دونه» (?).

ثورة أهل برقة على العبيديين:

وفي هذه السنة 302هـ انتقم أهل برقة من العبيديين فقتلوا عاملهم وكثيرًا من رجال كتامة, فأرسل المهدي جيوشه سنة 303هـ لتأديبهم والانتقام منهم, وقاد هذه الجيوش أبو مديني ابن فروخ اللهيفي, وحاصر مدينة برقة ثمانية عشر شهرًا ودخلها سنة 304هـ عنوة, فقتل أكثر أهلها, وأحرق دورها, وهتك أعراض نساءها وبعث بالأسرى إلى عبيد الله الذي أمر بقتلهم, وبقى أبو مديني ببرقة إلى أن مات بها سنة 306هـ (?).

وفي سنة 304هـ حارب العبيديون أهل صقلية وغزوا مصر في ذي القعدة سنة 306هـ واستولوا على الإسكندرية وأكثر الصعيد ولم يستقروا بل رجعوا.

وفي سنة 308هـ تم بناء المهدية وانتقل إليها المهدي, وفي سنة 310هـ خرجت نفوسة على عبيد الله وقدموا عليهم أبابطة, فقوى شأنه وعظمت شوكته وكان مذهبهم إباضيًا فأرسل إليهم عبيد الله جيشًا بقيادة علي بن سليمان الداعي فانهزم جيش العبيديين وفر علي إلى طرابلس, ثم أعاد الكرة على نفوسة وحاصروها.

وعيَّن محمد بن عمر النفطي قاضيًا على طرابلس, واستطاعت الدولة العبيدية أن تفرد نفوذها بقوة السلاح على إفريقية, وطرابلس, وبرقة, وجزيرة صقلية في حكم عبيد الله المهدي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015