المبحث الثالث
خروج أبي يزيد الخارجي على العبيديين
هو مخلد بن كيداد اليفرني بن سعد الله بن مغيث بن كرمان بن مخلد بن عثمان بن يفرن, ويفرن هذا أخو مغراو الذي تنسب إليه قبيلة مغراوة, وأمه أم ولد واسمها سيكة, وهي من بلاد السودان التي كان يتردد عليها والده للتجارة فاتخذها جارية له (?).
وعاش أبو يزيد فقيرًا وطلب المذهب الخارجي فتتلمذ على النكارية (?) , وكان في أول أمره معلمًا لتحفيظ القرآن الكريم, وقضى معظم وقته في التعليم وظهر في بداية أمره بمظهر الزهاد, فكان يركب حمارًا ينتقل به بين القبائل والجبال فلقب بصاحب الحمار, وتذكر بعض كتب التاريخ أنه لما قاد الثورة ضد العبيديين كانت سنه تقارب التسعين, واستغل العداء بين زناتة والعبيديين وما مارسته دولة الروافض من أخذ الضرائب حتى فاقوا في ظلمهم الأغالبة واشتدت معارضة البرابرة بعد أن أعلن الروافض لعن الشيخين «أبي بكر وعمر رضي الله عنهما» على المنابر وفي المنتديات والحلقات وفي خطب الجمعة, فبدأ أبو يزيد في إعداد العدة في منطقة الجريد وأشغل الشمال الإفريقي بحروب طاحنة, وكانت بداية ثورته في زمن عبيد الله في جهات طرابلس وتابعه كثير من البرابرة من شدة جور محمد بن عبيد الله المهدي لأهل السنة, وظلمه لهم, وتعذيبه إياهم, ورأى علماء أهل السنة الوقوف مع أبي يزيد ضد بني عبيد وقال: هم أهل القبلة -أي أصحاب أبي يزيد- وأولئك ليسوا من أهل القبلة -وهم بنو عدو الله- (?) , وسمى أبو يزيد نفسه شيخ المؤمنين, وكان يضمر لأهل السنة أشد العداوة, لأنه كان نكاريًا (?) يستحل أموال أهل السنة ونساءهم, فانتهز كراهية أهل السنة لمحمد بن عبيد الله وأخفى عليهم