المقاومة, وتفاوض أعيان طرابلس مع أبي القاسم الشيعي وطلبوا منه الأمان فأمنهم بشرط أن يسلموا محمد بن إسحاق, ومحمد بن نصر, ورجلاً آخر يقال له: الحوححة فقبلوا ذلك وسلموهم إليه, ودخل طرابلس وأرهق أهلها بغرامة مالية قدرها ثلاثمائة ألف دينار, وتخلص أبو القاسم الشيعي من الأغالبة الذين كانوا في المدينة مدعيًا أنهم هم الذين حرضوا على الفتنة.
وتولى جباية مال الغرامة رجل يقال له الخليل بن إسحاق من أبناء جند طرابلس.
وجابي مال الغرامة هو الذي أتم بناء جامع طرابلس الكبير أيام العبيديين وبنى منارته, وقد قتل على يد ابن كيداد اليفرني لما استولى على القيروان سنة 322هـ.
وبعد أن استقرت الحال في طرابلس قفل أبو القاسم الرافض إلى رقادة, وطاف بالرجال الثلاثة الذين تسلمهم من طرابلس في شوارع القيروان على الجمال تشهيرًا بهم ثم قتلهم (?).
ويتضح من هذا الثورة المبكرة ضد العبيديين أن أهل طرابلس غير راغبين في الحكم العبيدي إلا أنهم خضعوا له بقوة السلاح.
وكتب التاريخ تؤكد على دور علماء وفقهاء طرابلس وجهادهم في مواجهة الفكر الشيعي والمد الرافض والمعتقد الباطني الذي تكفلت دولة بني عبيد بنشره في الشمال الإفريقي.
* * *