المبحث الأول
ثورة قبيلة هوارة في طرابلس
بعد أن احتل عبيد الله المهدي طرابلس عين ماكنون بن ضبارة اللحياني الكتامي واليًا عليها, وثارت قبيلة هوارة على والي طرابلس لعدم استقرار الأمور, وحاولت أن تستفيد من فرصة العهد الجديد الذي لم تستقر فيه الأحوال في
الشمال الإفريقي.
وانضمت قبائل من زناتة ولماية وغيرها من القبائل البربرية إلى قبيلة هوارة, وقاد هذه الثورة ضد العبيديين في طرابلس أبو هارون الهواري, وحاصروا طرابلس واحتمى ماكنون بسور المدينة.
وأنجده عبيد الله المهدي بجيش بقيادة تمام بن معارك «أبازاكي- وهو ابن
أخي ماكنون».
واستطاعت جيوش العبيديين أن تقضي على هذه الثورة الوليدة في مهدها.
وأوعز عبيد الله المهدي إلى ماكنون بن ضبارة للتخلص من تمام بن معارك بزعمه أنه يتآمر عليه, فقتل العم ابن أخيه تمام في غرة ذي الحجة سنة 298هـ وشعر ماكنون بأمان واستقرار, فتطاول في الحكم وسمح لبني قومه من كتامة بالتعدي على أموال الناس والاستهانة بأعراضهم والتدخل في أمورهم, فثار به أهل طرابلس سنة 300 هـ وأخرجوه منها, فلحق بالمهدي برقادة وقتل أهل طرابلس من كان فيها من أنصار ماكنون الكتاميين, وأغلقوا أسوار المدينة, فأرسل عبيد الله المهدي أسطولاً بحريًا استطاع الأسطول الطرابلسي أن يحرقه وأن يقتل من فيه, فأرسل عبيد الله ابنه أبو القاسم بجيش عرمرم بطريق البر فاعترضت له هوارة, إلا أنه استطاع أن يهزمها ووصل إلى أسوار المدينة وضرب عليها حصارًا أفنى ما بقى من أقوات الناس في المدينة حتى أكلوا الميتة, ولم يستطع ابن إسحاق أن يواصل