3 - وقال الشيخ محمد بن جعفر الكتاني: «والحاصل أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر متواترة, وكذا الواردة في الدجال, وفي نزول سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام» (?).
وأما العلماء الذين صنفوا كتبًا في المهدي بالإضافة إلى كتب الحديث المشهورة, كالسنن الأربعة, والمسانيد, «مسند أحمد» , و «مسند البزار» , و «مسند أبي يعلي» و «مسند الحارث بن أبي أسامة» و «مستدرك الحاكم» و «مصنف ابن أبي شيبة» و «صحيح ابن خزيمة» وغيرها من المصنفات (?) التي ذكرت فيها أحاديث المهدي فإن طائفة من العلماء أفردوا في المهدي المنتظر مؤلفات ذكروا فيها جمعًا كبيرًا من الأحاديث الواردة فيه.
ومما يؤسف له أن طائفة من الكُتَّاب من أمثال الشيخ محمد رشيد رضا, في تفسير المنار وصف أحاديث المهدي بالتناقض والبطلان, وأن المهدي ليس إلا أسطورة اخترعها الشيعة, ثم دخلت كتب أهل السنة (?).
وممن أنكر أحاديث المهدي صاحب «دائرة معارف القرن العشرين» (?) محمد فريد وجدي, وسار على نفس الخط أحمد أمين في كتابه ضحى الإسلام.
ويبدو أن هؤلاء الكُتَّاب تأثروا بما ذكره المؤرخ ابن خلدون من تضعيفه لأحاديث المهدي, مع العلم أن ابن خلدون ليس من فرسان هذا الميدان حتى يقبل قوله في التصحيح والتضعيف, ومع هذا فقد قال - بعد أن استعرض كثيرًا من أحاديث المهدي وطعن في كثير من أسانيدها-: «فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي, وخروجه آخر الزمان, وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه» (?).