والثاني: أن حضور أميرهم للصلاة, وصلاته للمسلمين, وطلبه من عيسى عليه السلام عند نزوله أن يتقدم ليصلي لهم يدل على صلاح هذا الأمير وهداه.
وجاءت الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرهما مفسرة لهذه الأحاديث التي في الصحيحين, ودالة على أن ذلك الرجل الصالح يسمى: محمد بن عبد الله, ويقال له المهدي, والسنة يفسر بعضها بعضًا.
1 - فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه» (?).
2 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ينزل عيسى ابن مريم, فيقول أميرهم المهدي: تعال صلِّ بنا, فيقول: لا, إن بعضهم أمير بعض, تكرمة الله هذه الأمة» (?).
3 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المهدي مني أجلى الجبهة, أقنى الأنف, يملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما مُلئت ظلمًا وجورًا يملك سبع سنين» (?).
1 - قال الشوكاني: «الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثًا, فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنجبر, وهي متواترة في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول, وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي, فهي كثيرة أيضًا, إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك» (?).
2 - قال صديق حسن خان: «الأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جدًا, تبلغ حد التواتر المعنوي, وهي في السنن وغيرها من دواوين الإسلام من المعاجم والمسانيد» (?).