قال ابن كثير -رحمه الله-: «والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة, يقتتل عنده ليأخذه ثلاثة من أولاء الخلفاء, حتى يكون آخر الزمان, فيخرج المهدي, ويكون ظهوره من بلاد المشرق» لا من سرداب سامراء, كما يزعم جهلة الرافضة من أنه موجود فيه إلى الآن, وهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان, فإن هذا نوع من الهذيان, وقسط كبير من الخذلان شديد من الشيطان, إذ لا دليل على ذلك, ولا برهان, لا من كتاب, ولا من سنة, ولا معقول صحيح, ولا استحسان .. إلى أن قال: «ويؤيد بناس من أهل المشرق ينصرونه, ويقيمون سلطانه, ويشيدون أركانه, وتكون راياتهم سودًا أيضًا وهو زي عليه الوقار؛ لأن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء يقال لها: «العقاب».

إلى أن قال: «والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بجوده في آخر الزمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق, ويبايع له عند البيت, كما دلت على ذلك بعض الأحاديث» (?).

2 - وذكر الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟!» (?).

3 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة» إلى أن قال: «فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام, فيقول أميرهم: تعال صلِّ بنا فيقول: لا, إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة» (?).

والأحاديث التي وردت في الصحيحين تدل على أمرين:

أحدهما: أنه عند نزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء يكون المتولي لإمرة المسلمين رجل منهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015