المراحل ترمي لإخراج أجيال متفقهة في الدين مستعدة للتضحية في سبيله, فأسس المدارس في ديار المسلمين في نيسابور والعراق والشام, وامتدت إلى مصر, وشجع العلماء والفقهاء على التعليم والدعوة وتفقيه الناس, ووفر للعلماء والطلاب كل سبل الراحة, وكان من أشهر العلماء في هذه المرحلة العصيبة أبو المعالي الجويني, والإمام الغزالي وقبلهما الماوردي, وأبو إسحاق الشيرازي, فعملوا جادين في محاربة الرفض وإحياء السنن وهؤلاء زعماء المدرسة الشافعية السنية التي كان لها دور ملموس في فترة نهوض الأمة من كبوتها وتهيئتها لفتوحات نور الدين محمود, وصلاح الدين.
40 - ظهور علماء المدرسة الحنبلية السنية أمثال «أبو الوفاء بن عقيل وأبو الفرج بن الجوزي» وتفرغهم لتعليم الناس وتربيتهم, وكان لمدرسة أبي سعيد المخرمي الحنبلي دور ملموس في هذه الجهود, وخصوصًا بعد أن تولى أمر هذه المدرسة الداعية الرباني والعالم الجليل عبد القادر الجيلاني الذي تربى على يديه كثير من علماء الشام في بغداد.
41 - بعد أن بُذلت جهود تربوية عظيمة من أشهر روادها «الإمام الغزالي» وعبد القادر الجيلاني, وبذلت جهود علمية لا يُستهان بها من أشهرها ما قامت به المدرسة الحنبلية الشافعية تولد جيل واضحة أهدافه, عالية هممه, وظهر في هذا الجيل الجديد قادة ربانيون من أمثال: عماد الدين زنكي الذي بدأ في انتزاع أراضي المسلمين من النصارى والحاقدين وحلفائهم الباطنية الملاعين.
42 - كان عصر نور الدين زمن تغيير للأمة وكانت معالمه وملامح التمكين ظاهرة من عدل شامل, وحب للمصلحة العليا, وتفان في أداء الواجب وتكامل بين أبناء الأمة, وانصهروا جميعًا في تحقيق الأهداف العليا.
43 - رأت الدولة الزنكية أنه لا قوة للأمة إلا باتحاد العراق مع الشام فبدأت الدولة الفتية في توحيد أقطارها الإسلامية, ورأت بمنظورها البعيد أنه لا عزة للأمة ولا قضاء على النصارى إلا بالقضاء على دولة الرافضة العبيدية, فأعدوا للأمر عدته, واستطاع نور الدين أن يسقط الدولة العبيدية, ويوحد جبهة القتال الشامية المصرية عام 564هـ,