إن جيل صلاح الدين قادة وجنودًا, جماعات وأفرادًا, فهموا معنى قيمة العلم وممن يؤخذ, وأعطوا الفتوى لأصحابها, وتسلم العلماء الربانيون سياسة الأمة فقطعوا بها المراحل, وتدافع الجميع نحو مرضاة الله؛ وزراء وقواد وسلاطين وعوام, فأصبح شغفهم بالعلم والعلماء واضحًا معلومًا, وحرصهم على الجهاد وتفجير طاقاته شيئًا ملموسًا من سيرتهم, إن الجهاد حق الأمة وليس حق الأفراد, وتقرره الأمة بالالتفاف حول أهل الحل والعقد الذين تقدمهم الأمة, وليس مجموعة من الأفراد يطعنون فيمن يخالفهم.

ثانيًا: من السمات الشخصية في صلاح الدين حرصه على العدل, وكان الأمراء والوزراء من قبل يتسلطون على الناس في أموالهم وأراضيهم, والملوك يسمحون لهم بذلك إرضاءً لهم وحتى تبقى طاعتهم.

ثالثًا: زهده في الدنيا ولذلك لم يخلف أموالاً ولا أملاكًا لجوده وكرمه وإحسانه إلى أمرائه وغيرهم, وحتى إلى أعدائه, وكان متقللاً في ملبسه, ومأكله, ومركبه, وكان لا يلبس إلا القطن والكتان والصوف.

رابعًا: كان مهتمًا بالعلوم في اللغة والأدب وأيام الناس, وكان يحفظ ديوان الحماسة لأبي تمام.

خامسًا: كان مواظبًا على الصلوات في أوقاتها في الجماعة, يقال: إنه لم تفته الجماعة في صلاة قبل وفاته بدهر طويل, حتى ولا في مرض موته, كان يدخل الإمام فيصلي به, وكان يتجشم القيام مع ضعفه.

سادسًا: كان رقيق القلب سريع الدمعة عند سماع القرآن الكريم, والحديث الشريف.

سابعًا: كان ضحوك الوجه كثير البشر, لا يتضجر من خير يفعله, شديد المصابرة على الخيرات والطاعات (?).

فرحمة الله على أمثاله وأعلى ذكره في الصالحين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015