وتتبع سقطات الدعاة, وتتلمذ على كتب حرب العصابات مثل ماوتسي تنج في الصين وجيفارا في أمريكا اللاتينية, والبعد عن قيادتنا العظيمة أمثال نور الدين وصلاح الدين, وقبل هؤلاء سيد المرسلين وأصحابه الميامين الطيبون وأراد أن يدفع بشباب الأمة نحو أهدافه التي رسمها.

قال الشيخ العلامة ابن سعدى -رحمه الله- في تفسيره للآية المذكورة: «هذا تأديب من الله لعباده على فعلهم غير اللائق, وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين, أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر, بل يردونه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإلى أولي الأمر منهم أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور, ويعرفون المصالح وضدها, فإن رأوا ما فيه مصلحة, أو فيه مصلحة ولكن مضرته أكبر من مصلحته لم يذيعوه, ولهذا قال: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ" أي: يستخبرون بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة.

وفي هذا دليل لقاعدة مهمة وهي: إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يوكل إلى من هو أهل لذلك, ويُجعل إلى أهله, ولا يتقدم بين أيديهم فإنه أقرب للصواب, وأحرى للسلامة من الخطأ.

وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها, والأمر بالتأمل قبل الكلام, والنظر فيه هل هو مصلحة فيقدم عليه الإنسان أم لا فيحجم عنه» (?).

إن قضايا الجهود والسياسة الشرعية ما كان يفتي فيها إلا العلماء الراسخون في المعرفة والعلم والفقه, والذين أصبحت لهم دراية بمقاصد الشريعة, والموازنة بين المصالح والمفاسد, والأدلة التفصيلية ولا يمكن لشباب في مقتبل العمر ضاعت أوقاتهم في القيل والقال, ولم يجلسوا في حلقات العلم ويأخذوه عن شيوخه أن يفتوا في أمور الجهاد التي تزهق فيها الأرواح, وتنفق فيها الأموال ويعتدى فيها على الأعراض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015