في دين الله ضعيفة, وخصوصًا في السياسة الشرعية وأحكام الدماء والأعراض والأنفس, والتدرج في تربية الشعوب حتى تتهيأ لتصبح مجاهدة, وشرعوا في إصدار الفتاوى والأحكام التي قرأوها من كتب تخدم غرضهم واهتموا بتربية الشباب عليها, وأقحموا أتباعهم في معارك خاسرة ضد حكوماتهم في صراع عنيف ينتهي بقتل بعضهم, وسجن آخرين منهم ومن غيرهم, وتشريد العوائل الأخيار

من المسلمين, وتسببوا في تعطيل مشاريع دعوية تربوية. وفعلهم هذا فيه تجاوز من عدة أمور:

أولاً: إن الجهاد حق الأمة وليس حق أفراد أو جماعات وتقرره الأمة بواسطة أهل الحل والعقد من الفقهاء والعلماء الذين تختارهم, ويسبق هذا مجهود تربوي وعلمي وفقهي في أوساط الشعب لتعريفهم بحقيقة دينهم, واستضافة البيان, ويكون تحت إشراف العلماء والفقهاء, فإن كان الشعب الذي نتكلم عنه لا يوجد فيه علماء وفقهاء فلابد من دفع مجموعة من أبنائه للتفرغ لطلب العلم وأخذه من أهله, ممن شهدت لهم الأمة أنهم أهل لذلك حتى يتهيأوا للإشراف على العمل الجليل, حتى تجد الأمة من ترجع إليه في مشاكلها العظيمة, ويأخذ بيدها نحو تحكيم شرع الله بسنة الله في التدرج, وخصوصًا في عصرنا هذا الذي تموج فيه الفتن.

فالأمور العظيمة كالجهاد في سبيل الله تعالى مردها إلى أهل العلم والبصيرة النافذة, قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء:83]. لا إلى من قضى عمره في الهندسة المعمارية أو الصناعية أو الهندسية, أو قضى عمره في دراسات الجراحات الطبية أو غيرها من الفنون, ثم قرأ بعض الكتب فحفظها وفهمها على حسب فهمه المحدود, وشن حربًا على العلماء والفقهاء والحركات الإسلامية صاحبة الفهم الشامل, التي أشرف على تأسيسها وحركتها علماء ودعاة وفقهاء شهدت لهم الأمة بعلمهم وإخلاصهم وصدقهم, ولا الرجوع إلى من عاش في متابعة الجرائد والإذاعات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015