إن محو آثار هؤلاء المجرمين أثخنت الدولة العبيدية وساهم في إضعاف المد الباطني في العالم الإسلامي وانحساره.

إن اعمال السلاجقة في تتبع آثار الباطنية لا يستطيع أحد أن يجزيهم عن أعمالهم الجليلة التي خدمت الأمة الإسلامية إلا الكريم المنان الرزاق الفتاح الغفور الرحيم.

11 - ظهور أمراء ربانيين أصحاب ديانة وتقوى ودراية بالحروب وحب للشهادة, وأخص بالذكر الأمير الرباني القائد الميداني الذي بدأ بجهاد الصليبيين وأعاد الثقة إلى نفوس المسلمين, ووحد مدن الجزيرة والموصل, وبدأ في الزحف على النصارى ينتزع منهم ما أخذوا من الحصون والمدن بقوة الإيمان ومضي الفارس «الأمير عماد الدين زنكي» الذي استطاع تخليص حلب من يد النصارى في عام 522هـ, وفي سنة 532هـ جاء الروم بجيش عظيم ومعهم الفرنجة فتحالف عماد الدين زنكي مع سلطان ابن منقذ الكناني حتى ردوا النصارى على أعقابهم خاسرين.

وفي سنة 534هـ جهز زنكي حملاته على الإفرنج, وصبر المسلمون صبرًا لم يسمع بمثله إلا ما يحكى عن ليلة الهدير «القادسية» ونصر الله المسلمين وهرب ملوك الإفرنج.

وكان من أعظم أعماله فتح «الرها» في سنة 539هـ, وعادت هذه المدينة إلى حكم الإسلام وهي من أشرف المدن عند النصارى, وسقطت بعدها الحصون القريبة وأخلى ديار الجزيرة من حكم الفرنج وشرهم.

ولم يستطع زنكي إتمام هذه المرحلة, فقد قتل وهو يحاصر قلعة «جعبر» التي تقع على نهر الفرات في إقليم الجزيرة, وكان -رحمه الله- من خيار الملوك وأحسنهم سيرة, وكان شجاعًا مقدامًا حازمًا مدحته الشعراء في أعماله, وتوفي عام 541هـ مقتولاً.

ومما مدحه من الشعراء في أعماله ما قام به الأمير زنكي في رد ملك الروم عندما زحف على شيزر حيث قال المسلم بن خضر بن قسيم الحموري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015