المدرسة الحافظ عبد الغني المقدسي الذي دخل بغداد سنة 560هـ مع الموفق ابن قدامة وأكرمهم الشيخ عبد القادر الجيلاني غاية الإكرام (?).

وهؤلاء المقادسة أبو عمر وأخوه الموفق, وابن خالهم عبد الغني والشيخ العماد كانوا لا ينقطعون عن غزاة يخرج فيها الملك الناصر صلاح الدين إلى بلاد الإفرنج, وقد حضروا معه فتح القدس (?) , وكان لهؤلاء العلماء تأثير عظيم في نفوس المسلمين ودفعهم نحو الجهاد والاستشهاد في سبيل العقيدة ومحاربة العقائد الباطنية الإلحادية العبيدية الإسماعيلية وكشف مخططاتهم وأساليبهم الماكرة.

وكان الواعظ الفقيه الحنبلي الدمشقي علي بن إبراهيم بن نجا من تلاميذ المدرسة الحنبلية في بغداد, وانضم إلى صلاح الدين, وأصبحت له حظوة عنده, وهو الذي ساعد صلاح الدين في كشف مؤامرة عبيدية انتقامية للقضاء على أهل السنة في مصر وإرجاع الدولة العبيدية (?).

وفرح الناس ببلاد الشام بعودة السنة, قال أبو المظفر الجوزي: «كان الشيخ العماد يحضر مجلسي دائمًا ويقول صلاح الدين: يوسف فتح الساحل, وأظهر الإسلام وأنت يوسف أحييت السنة بالشام» (¬4).

وكان العماد المقدسي -رحمه الله- يجلس من الفجر إلى بعد العشاء يعلم الناس القرآن والأحكام ويشرح لهم الإسلام, لقد ساهمت مدرسة الحنابلة السنية في محاربة الجهل, ودحر الرفض, وإحياء السنة, وإذكاء جذوة الجهاد في نفوس المسلمين.

10 - الحملات المتتابعة التي قام بها حكام السلاجقة لاقتلاع جذور الباطنية, وإليك ما قام به هؤلاء الأمراء من خدمة جليلة للعالم الإسلامي.

ففي سنة 436هـ قام سلطان بلاد ما وراء النهر بغراخان بحملة مباركة للقضاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015