8 - نشط علماء المدرسة الشافعية وعلى رأسهم الإمام الجويني أبو المعالي إمام الحرمين الذي اهتم بمشاكل عصره وكتب كتابه المعروف «غياث الأمم في التياث الظلم» في السياسة الشرعية التي تبحث في مشكلات المسلمين الواقعية, ومن تلاميذ الإمام الجويني النابغين: أبو حامد الغزالي والكيا الهراسي, وقد ألف الغزالي كتابه «إحياء علوم الدين» وفي نيته أن هذا من أسباب إصلاح أحوال المسلمين, ولكن يؤخذ على الكتاب حشوه بالأحاديث الضعيفة والموضوعة, والقصص غير المعقولة من شطحات الصوفية, والكلام الفاسد من الفلاسفة, ومع ذلك ففي كتابه نظرات إصلاحية من خلال إصلاح النوايا والقلوب, وكانت بحوث الغزالي في النفوس البشرية عميقة أثرت تأثيرًا كبيرًا في واقع المسلمين (?).
وكان قبل الإمام الجويني الإمام الماوردي الذي حاول أن يمهد الطريق لإمام الحرمين فكتب (الأحكام السلطانية) لمعالجة مشكلة الحكم وكتب (أدب الدنيا والدين) لمعالجة مشكلة دقيقة في حياة المسلمين وهي: كيف تجمع بين الدين والدنيا في توازن شرعي؟.
إن علماء المدرسة الشافعية السنية من أمثال أبي إسحاق الشيرازي وتلاميذهم ساهموا في اندحار الرفض والمذاهب الباطنية (?).
9 - ظهور العلماء العاملين المخلصين المنتسبين للمدرسة الحنبلية في مدارس بغداد الذين تربي علماء الأمة, وطلاب العلم على أيديهم كالشيخ أبي الوفاء بن عقيل, والشيخ أبي الفرج بن الجوزي الإمام الحافظ الواعظ, وكان لهم تأثير في رجوع الناس إلى الدين على أصول سنية, وكان لمدرسة أبي سعيد المخرمي الحنبلي دور بارز في تعليم الأمة وتربيتها وخصوصًا بعد أن تولى أمرها العالم الرباني عبد القادر الجيلاني, فكان كبار علماء بلاد الشام يرحلون إلى بغداد لدراسة الفقه الحنبلي, وللاتصال بهذه المدرسة التربوية الفقهية العقدية, وممن تربوا في هذه